الحمد لله ذي الفضل والنِّعم والجود والكرم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعزُّ الأكرم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى سبيل الله الأقوم، أكرمه ربي وأرسله إلى الناس عامة العرب والعجم، وجعل أمته خير الأمم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فمنزلة العلم والعلماء عظيمة؛ لبث الخير والنفع في المجتمعات، والجامعات باب كبير من أبوابه، وقد وفقنا وأعاننا ربنا الكريم -سبحانه وتعالى- والحمد لله في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية؛ لتسهم في إفادة الطلاب والمجتمع بالعلم والبحث والتدريب، فهي الركائز الرئيسة لتنفيذ رؤية واستراتيجية مليئة بالتفوق والنجاح، ينفـــــع الله بها مجتمعاتنا المحلية والإقليمية والدولية.
ويتمثل ذلك في الارتقاء بجودة التعليم ونُظُم البحث والتدريب المتميز، والتوجه نحو التطوير والارتقاء في السلِّم الأكاديمي والإداري والتقني الرقمي، ومواكبة وسائل التعليم الحديثة.
فقد كان من أهم أهداف المجلس رؤيته في تطوير منظومة أكاديمية وإدارية متكاملة تتضمن تطبيق المعايير العالمية التي لا تنافي ثوابت ديننا وقيمنا.
وقد جاءت رؤية المجلس من أول أمره بالتأكيد على التميز والإتقان والنظر إلى النوع لا الكم، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2].
لذا حرصنا على التميز في العمل المؤسسي في كل معاملاته وممارساته، واستخدام البرامج والتقنيات الحديثة وتطبيقاتها في جميع المجالات الأكاديمية والإدارية.
والتميز في الحرص على توطيد وتوسيع العلاقات والشراكات الواعدة والمتعلقة بالتعليم والبحث والتدريب مع الجامعات المرموقة الكبرى، ومراكز الأبحاث والمؤسسات التعليمية المحلية والإقليمية والدولية.
وكذا التميز في جذب وتمكين واستبقاء ذوي الكفاءات العالية، والكوادر العلمية والتربوية والإدارية المتميزة والذين تخرَّجَ كثيرٌ منهم من جامعات عالمية كالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام، وغيرها.
كلُّ ذلك لتكون “الجامعة الإسلامية العالمية باليمن” محققة لرؤيتها ورسالتها وأهدافها. ولذا حَرِصْنا من أول يوم على وضع الخُطط والرؤى التي تحقق أعلى النتائج، وتضمن -بإذن الله العلي القدير- سير العملية التعليمية والتربوية مع جودة المخرجات.
إن “الجامعة الإسلامية العالمية باليمن” لترحب بجميع أبنائها الطلاب، ولتسعد وتشرف بخدمتهم وتذليل صعوبات التعلم بما يتوافق مع طموحاتهم وميولاتهم؛ ليتخرج الطالب قادرا على الإفادة والاستفادة، ليكون باحثا قويا متميزا، ومشاركا نافعا فعالا.
واللهَ تعالى نسأل لنا ولكم التوفيق والسداد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس الأمناء
فضيلة الشيخ د. عبد الله بن عمر بن مرعي البريكي العدني